| |
| |
|
| | ادب مقاومة الاحتلال الامريكي للعراق// تجار الفحم /9-الكذاب/10-قطرة دماء/11-المذيع/12-النظرية/13-رسالة/14-المستنكف/15-الاشرار | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
|
عضو جديد
تاريخ الميلاد : 01/07/1967 عدد المساهمات : 6 العمر : 57
| موضوع: ادب مقاومة الاحتلال الامريكي للعراق// تجار الفحم /9-الكذاب/10-قطرة دماء/11-المذيع/12-النظرية/13-رسالة/14-المستنكف/15-الاشرار الخميس 01 مارس 2012, 3:05 pm | |
|
الكذاب ثمة من بدأ يقول الآن ((صدقوني أنا ولا تصدقوا ما تسمعونه أو ترونه فــي أجهزة الإعلام)) وأطعنا كلامه فصمنا عن الصحف والمذياع والتلفاز والنت وأجهزة الاتصال كلها ، وحرصنا على تَسلُّمِ ما يتفوه به هو من مكتبه مباشرة على أقراص مدمجة حتى نتجنب التقاطها من أجهزة الإعلام ، فكنا نجمع كل شهر كثيرا من الخطابات له ناهيك عن المؤتمرات الصحفيــة ، من الخطاب الإذاعي الأسبوعي ، إلى خطاب حالة الاتحاد إلى الردود على أسئلة الصحفيين الأشرار الذين يحرفون كلام المحرر الكبير إلى علقم ادعاءاتهم ، ومؤسستنا التي أسميناها ((الصدق)) لها في كل أربع سنوات إدارة تتجدد أو تتغيير بحسب نظام داخلي ، فنحن ديموقراطيون ، ومن سوء طالعنا أو من حسن حظ العالم تغيرت الإدارة بعد أن فشلت في الانتخابات ، الحقيقة نحن لا نأسف على ضياع مناصبنا أو حرماننا من رواتبنا ذات الأرقام الفلكية، ولكن الطامة هي أن الذين خلفونا استمروا على نهجنا في تصديق المحرر الكبير وتكذيب الإعلام كله بدعوى الالتزام بلوائح المؤسسة على الرغم من تأكيداتنا على أن الأمر معكوس تماما ! ولكنهم في آخر اجتماع مشـــترك ذكَّرونا بأنهم اعترضوا على قلب الحقائق الـذي كنا نقوم بـه وكـانت أعـذارنا ـ وأيدينا على جيـوبنا ـ هي الالتزام بنظام المؤسسة .
قطرة دماء قطرة الدماء التي اختلطت مع ثرى الحقل المهجور كانت للطفل ((عبد)) الذي رافق أباه إلى الأرض البور لإصلاحها أخيرا ، كان السبب جد بسيط ، الطائرة الأمريكية التي قصفت البستان البعيد بلا مبرر معروف ـ مثل أغلب المرات ـ انفلق صاروخها بين جذوع الأشجار الكثة فتطايرت شظاياه وسقطت كأنها الجمرات خارج البستان على الأرض الحصوية فتطاير الحصى السليم والمتكسر بعيدا ، بعيدا حتى وصلت أصغر الحصيّات ربما لتمس زند الطفل المكشوف ، كانت أضأل من حبة الحمص لكنها مع ذلك أحدثت خدشا في اللحم الطري لم يند منه أكثر من قطرة دم فحسب من دماء الصبي الذي استقبل الحدث بالإهمال لولا أبوه الذي لم يزد عن لعن المتسببين ومَلجَ الجرح السطحي بقبضة صغيرة من طين المبزل ، إلا أن قطرة الدماء هذه صار لها فم حضرت به أمام المحاكم والقضاء ودور العدالة والمنظمات الإنسانية فلم تلق آذانا صاغية وعرج الفم الدموي إلى الحكومة والوزارة والسلطات كلها فلم يعتد أو يأبه بها أحد ، بل إن الممض هي أنها اكتشفت إن من قامت بمراجعتهم قد أسهموا بإهراقها فعادت وانضمت إلى الآف برك الدماء وملايين قطراتها التي ما فتأت تراق منذ سنين ثلاث حمر ، وهي تتوعد بيوم معلوم .
المذيع كان المذيع يقول مرة ((الدكتور)) ثم يشرع يسأل عن الوضع المتأزم فيجيب هذا وكأنه الذي لا يُخطئ بجواب مسهب مما يجبر المقدم على أن يقاطعه بما يشبه التوسل : ـ حضرة السياسي المحنك هل لي بسؤال آخر ؟ فينتفخُ فلتةُ الزمانِ مجيباً بشكل مطوَّل ، فيعود المذيع المسكين مقاطعا بعد أن يعتذر : ـ آسف شيخنا ولكن قبل تدارك الوقت . وينتفشُ ((الشيخ)) ويقدِّمُ ويؤخر ويعدِّلُ من عمامته التي تشبه القصعة راداً رداً مُمتطاً إلى نصف ساعة ، فيعود المذيع : ـ أعتذر لكم سـيدي رئيس الحزب ولكن ... ويعيدُ الكرَّة المملَّة بسؤال يستقبله الآخر بردٍّ مستفيض. أحد المتفرجين أثبت ألمعيته فاحتج بين عائلته قائلا : ـ هذا الدكتور الشيخ السياسي رئيس الحزب لم يفعل سوى أن حَبَكَ المتناقضات . فظهر المذيع المنهك قائلاً : ـ سنعود بعد الفاصل .
النظرية كان يدافع عن التي يُسميها ((نظرية)) باستماتة ، وكان يظن بأن نظريته يجب أن تخرج عن حدودها الكلامية والتنظيرية إلى رحابة التطبيق، وهذه القناعة بالضبط هي التي دفعته إلى أن يكون أول المتطلعين إلى مقابلة الحاكم الإداري الأمريكي للمحافظة الميجور ((ستيف)) الذي أُعجبَ بالرجل الباحث عن دور ما في العهد الجديد . كان اللقاء بعد اللقاء قد أوجد مسحة من الألفة المصطنعة بين الرجلين وكانت نتيجة ذلك أن عُيـِّنَ الرجلُ محافظاً وتراجع دور الميجور الأمريكي إلى الإشراف فحسب على أمور المحافظة ، فواظب المحافظ الجديد الذي يملك لسانا إنكليزياً فصيحاً منذ بعثته إلى الخارج قبل عقد من السنين على إرجاع من طردوا من وظائفهم وعمل على تعويض ذوي الذين قتلهم المحتلون ، واخذ يتوسط للإفراج عن المعتقلين ، وحاول أن يخرج الجنود إلى ثكناتهم ، وذات صباح حضر المشرف الأمريكي إلى مبنى المحافظة ورفس باب المحافظ الذي كان يوقع البريد على مكتبه الفاره ، وجلس الميجور على أريكة جانبية واضعا بسطاله على حافة المكتب ليقول باشمئزاز للمحافظ المرتعد : ـ كل المتعاونين معنا الذين كانوا يفكرون بنظرية الاختراق والتأثير مثلك أفسدنا عملهم بنظريتنا الخالدة نظرية التابع والمتبوع .
رســالة( (أعترف أنني كنت عدوانياً وسادياً وحيوانيَّاً ومارست عليك واجبي بخبث ووضاعة ، هذا طبعي مذ كنت يافعاً لذلك سعيت لأن أكون سجاناً وربما المهنة اختارتني ، لا اعتراض ما دامت الموائمة قد حصلت ، ومن غير معرفة بك كنت أطلق عليك شراستي لمجرد أنك دخلت أحدى الزنزانات التي كانت تحت معيتي ، وأُسِرُّكَ بأن لم تكن هناك أية أوامر بتعذيبك غير أوامر ذاتي الدنيا ، كنت أفعلُ ذلك أحياناً بدوافع مزاجية ، وأحيانا أخرى بدافع إثبات الذات وأحياناً بدافع التفوق وربما النقص لأنني ـ كما تعلم ـ لم أكن إلا عريفاً في سجن آمره عقيد أناديه (سيدي) ، وعندما جئت أنت باسمك فقط ، بلا حرف ( الدال ) يسبقه مثلما هو الآن ، تعاملت معك مثلما أتعامل مع أمثالك ، أتذكر كيف كنت أحذركم من الوشاية عند السيد العقيد في كل نوباتي الليلية ؟ ولو كنت تحمل هذا اللقب العلمي وقتذاك لتعاملت معك مثلما أتعامل مع من يحمل امتيازاً يُشعرُني بالدونيَّةِ أكثر أي ببطش أكبر لا أهمية عندي لدينك أو مذهبك أو عرقك بل الأهمية عندي عندما يكون السجين دكتور مثلك أو أستاذ أو ضابط أو موظف كبير ، هكذا أنا بلا استحياء ، نعم بلا استحياء مطلق ، وأعتذر لتاريخي لأنني في بعض الشطحات لمت نفسي ، ولكن بعد أن رأيتك اليوم على شاشة التلفاز تتبجح بعمالتك التي أدخلتك السجون وقد قدمك المذيع على أنك الدكتور المناضل صرت أفخر بطباعي كلِّها وبعملي السابق سجاناً جلفاً خشناً وأرغب في العودة إليه كي لا أعاملك كدكتور بل كمناضل )) .
المســتنكف رشق ((مزهر)) بالجريدة المنكوشة في وجه الجدار، وأطلق زفرة ممتدة في مقهى ((البرلمان)) في وضع يشي بعجزه عن فعل أي شيء إزاء الذي يراه من انقلاب في كل شيء ، وانهيار لكل شيء ، إلا أن ثمة بقايا ما قرأه في الجريدة ظل منيرا في ذاكرته المعتمة ، فرأى فيما يشبه الحلم بأنه لملم كل معارفه من مرتادي المقهى وأصدقائه في مشرب الطاحونة وزملائه في الدائرة من المختلسين والمرتشين وأقاربه من العاطلين والمتطلعين والمتصيدين في الماء العكر، والذين يعرفون من أين تأكل الكتف ، والعيارين والمتصعلكين والشطار والشقاوات والمغرر بهم والبلهاء ممن وصل خبرهم إليه ، فكانوا عددا لا بأس به من البشر لتأسيس حزب فكان حزب ((المظلومين)) الذي لم يكن له برنامج عمل أو أهداف إلا الأهداف الشخصية لمنتميه ، واقتنع ((مزهر)) بأن حزبه لن يعيش إلا في الظلام ، وهكذا كان ، فلم تخرج إلى العلن أسماء أعضائه الحقيقية أو جهة تمويله ، وبعد فشل يتبعه فشل رفع شعاره ((لا خير في حزب لا يأتي بالسلطة)) ولكن كيف لهؤلاء الكسالى والخاملين أن يحققوا شيئا ؟ وهنا كانت الخطوة الكبرى ففي آخر مؤتمرات الحزب الذي عقد تحت شعار ((مَن فعلها قبلنا ليس بأحسن منا)) خرج الحزب بالمقررات التي أبرقها فورا إلى فرعه في الخارج فانطلق هؤلاء في حملة استعدائية وتحريضية شملت الجمال نفسه ! وبعد مدة قصيرة كان ((مزهر)) على رأس السلطة لا يشرب شاي الصباح إلا مع الميجور ((كينيث)) لـ........ . قطعت ضوضاء النادل الذي مر من جانبه تهويمته فتعوذ من الشيطان من أن يفعلها حتى لو كانت في وهم الأحلام .
الأشـرار تناهى إلى علم الحاج ((ياسين)) أن ابنه البكر أمسى جثة مشوهة في مشرحة الطب العدلي ، وبذا انتهى وجله وبدأ حزنه ، من قتل ولده المقدم المتقاعد الذي شجعه عمله الطيب وخدماته المتتالية لأبناء منطقته على البقاء والتشبث ببيته وحقه في العيش في أية بقعة من وطنه ، فضلا على قناعته بأن النزوح هو بالضبط ما يريده الأشرار ، نشج الحاج وهو يعلن الخبر على زوجة المغدور وأبنائه اليافعين الذين أحضرهم لديه بعد اختطاف ابنه بيوم واحد، ولم يفته ـ وهو المتدين ـ إلقاء آياتِ وأحاديثِ التصبُّرِ ورباطة الجأش عليهم على الرغم من قلة الاستجابة ، وبعد سويعات رشح ابنه الآخر لجلب جثة أخيه من المكان الذي صار مسلخاً بشرياً ، وفي اليوم التالي كان الوالد قد أعد اللحد وحجز قاعة العزاء ، وفي الوقت الذي توقعه لوصول ابنيه الحي والميت ، رن الهاتف ليأتي الصوت المجدَّرُ بالقبح والعار والانحطاط : ـ كنا نرقب أحدكم ليأتي لتسلم الجثة من الطب العدلي ، وها هو ابنك الثاني بين أيدينا مختطفا . انتظر منا مكالمة أخرى لنعلمك بمطالبنا,ها،ها، ها، هاه . {.... توقيع ناشد سمير ....} | |
|
| | ادب مقاومة الاحتلال الامريكي للعراق// تجار الفحم /9-الكذاب/10-قطرة دماء/11-المذيع/12-النظرية/13-رسالة/14-المستنكف/15-الاشرار | |
|
| |
| صفحة 1 من اصل 1 |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
| |
|