موضوع: العالم يحتفي" باللغة الأم" الخميس 23 فبراير 2012, 8:24 am
دعوة لقبول التنوع اللغوي ومكافحة التمييز
نيويورك- أعلنت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، السيدة إرينا بوكوفا، عن احتفال العالم بمناسبة الذكرى السنوية الـ13 ليوم "اللغة الأم"، وقالت بهذه المناسبة إن: "اللغة تعبر عن أفكارنا و مشاعرنا، وإن الوسيلة الوحيدة لضمان التعليم للجميع والتنمية هي قبول التنوع اللغوي ومكافحة التمييز، لذا يجب البدء في حوار حقيقي في هذا الشأن واحترامجميع اللغات".
وتحتفل اليونسكو منذ سنة 2000 باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير من كل سنة، وهي مناسبة تطرح فيها بعض الشعوب التي تعاني اضطهادا للغتها الأم مطالبها في المؤسسات الدولية من خلال رفع الشكاوى والاحتجاجات.
وتحظى اللغة الأم باهتمام متزايد في الأوساط الدولية ولدى كافة شعوب الأرض المضطهدة قوميا وثقافيا، وذلك لوجود روابط وجدانية قوية بين الفرد واللغة التي نطق بها كلماته الأولى، والتي يتم بها تكوين شخصيته.
وتشير إحصاءات منظمة "اليونسكو" إلى أن أكثر من 50% من الستة آلاف لغة المستخدمة في العالم، والتي تعتبر وسائل لنقل الذاكرة الجماعية والتراث غير المادي مهددة بالاندثار في نهاية القرن الواحد والعشرين، و96% من هذه اللغات لا يستخدمها سوى 4% من سكان العالم، كما أن 90% من لغات العالم ليست ممثلة على الشبكة العنكبوتية. ويشير الخبراء إلى أن العولمة الكاسحة تهدد 600 لغة في عالم اليوم بالاندثار، لأن أهلها غير قادرين على حمايتها في وجه إهمال الدول غير الديمقراطية.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترات واضطرابات نتيجة الاضطهاد الثقافي للشعوب التي تعتبر أقليات قومية في بعض البلدان مثل إيران وتركيا وسوريا، رغم توقيع هذه الدول على مواثيق الأمم المتحدة الخاصة بمنح الشعوب الحق في التعليم بلغة الأم.
في إيران، التي تتكون من شعوب متنوعة اللغات، تنص المادة 15 من الدستور على حق التعليم بلغة الأم، إلا انّها مازالت غير مطبقة، ما أدى إلى نشوب اضطرابات وتوترات مختلفة في مناطق عدة مثل كرىستان والاهواز التي يقطنها العرب وبلوشستان و أذربايجان و تركمن. وقدم "مؤتمر شعوب إيران الفدرالية" الذي يضم ممثلي جميع القوميات الايرانية شكوى الى منظمة اليونسكو مطالباً إياها بالضغط على الحكومة الايرانية لمنح هذه الشعوب غير الفارسية الحق في التعليم بلغتها الام.
والحال نفسه في تركيا، فرغم الضغوط الأوروبية، لم توافق أنقرة- حتى الآن- على إعطاء الأكراد حق التعليم بلغتهم، والشيء نفسه ينطبق على أكراد سوريا.