عضو جديد
تاريخ الميلاد : 01/07/1967 عدد المساهمات : 6 العمر : 57
| موضوع: ادب مقاومة الاحتلال الامريكي للعراق// تجار الفحم /2-قوات الاحتلال/3-الكلب/4-المسلم الخميس 26 يناير 2012, 12:29 pm | |
|
قوات الاحتلال هزأ ((شريف)) من كل ما كان يسمعه ، ورفع قدميه الحاسرتين وثبتهما واحدة فوق الأخرى على الطاولة التي أمامه ، وأخذ من سيجارته نفساً عميقاً ونفثه بقوة على قدميه المتراكبتين أمامه ، فأخذ هذا الوضع مع التعليقات التي كان يطلقها طابع الرفض والتهكم ، تكلم المحاور صاحب النظارات الضيقة والذي كان رأســــــه الصغير يرتكز على إبهام القدم الفوقية عن ((قوات التحالف)) ، وعقب عليه ذو الكوفية الحمراء والذي يجانب وجهه القدمين ويماثلهما في الطول تماما مؤيدا إلا أنه تلاعب قليلا بالاسـم فقال ((قوات الائتلاف)) وظهر من يعتقد أنه مقدم البرنامج لأن القدمين كانت تشطر وجهه القريب جدا من الشــاشـة إلى شطرين ليســألهما عن ((القوات متعددة الجنســـيـات)) ، وخطر على بال ((شـــــريف)) أنه ســمع في أماكن وأوقات أخرى ((القوات الصديقة)) و ((القوات المحررة)) فعزا كل ذلك إلى أن كل من يشاهدهم الآن ويسمعهم في التلفاز لم يكونوا مسترخين مثله ولهذا لم يجرؤوا على أن يُسَمُّوا الأشــياء بأسـمائها .
الكلبالكـلـب
كان الكلب السائب هذه المرة هو المعلم ، عندما اقتربت منه المدرعة الأمريكية وهو يتمرغ بالتراب بالقرب من الوجر الذي أودع فيه جراءه في مقبرة المدينة ، ثارت ثائرته وأخذ ينبح بقوة وهو يناور كتلة الحديد الضخمة التي تتقدم بتثاقل فمرة يندفع من أمامها ومرة يمرق من جانبها ومرة يتهيأ لعضها ، غمغم جندي المارينز ((ستيف)) كاشفاً عن قرف مطبق يمر به مع أقرانه منذ بداية المهمة القذرة ، فأطلق رصاصتين من تحت أقدام الكلب المتهيج لكن ذلك لم يزده إلا تهيجاً واستقتالاً في دفع المعتدين عنه حتى إذا وصلوا بالقرب من وجره لم يستطع الكلب التحمل فدفعته ـ لنقل حميته لا غيرته ـ فقفز فوق المدرعة المتربة وشرع يبحث عن أية فتحة توصله إلى جوفها ليمزق من تجاسر على وطء مسكنه وترويع صغاره ، ولكن الجندي الضجر مدَّ ماسورة بندقيته وأفرغ كل إطلاقاتها في جسد الكلب المعروق ، واتفق مع بقية الطاقم على عدم إكمال دورية هذا اليوم بالرجوع إلى الثكنة المحصنة وقد أحسوا هذه المرة بحيوانيتهم.
المسلملمُســل
ضجت أروقة المسجد بالتكبيرات بعد أن نطق الجندي ((جورج)) الشهادتين بصعوبة وكأنه يلوك الكلمات المقدسة ، وقبـَّله إمام المسجد الذي شهد واقعة إشهار إسلام الجندي الأمريكي ، وقام بترتيب كل شيء بعد ذلك بحيث يبقى ((جورج)) الذي قلب اسمه إلى ((جمال الدين)) المدة التي بعد صلاة العصر حتى وقت صلاة المغرب ليتم لأول مرة في حياته أن يصلي الجماعة مع إخوانه المؤمنين ، وتخللت تلك الفسحة من الزمن الخطب والإرشادات والترحاب وأحيانا البكاء تأثراً بالموقف الروحاني وفرحة بالحدث الإيماني، وقام أخيرا المسلم الجديد وشكر الحاضرين كلهم ، وأعلن عن ندمه لأنه لم يُلهم الهدى قبل هذا الوقت وتمنى بعض المصلين في نفوسهم أن يرفق ندمه هذا بندم مشاركته في غزو وإذلال بلدهم ، وكان الحفل يُبثُ حياً من مكبرات الصوت المثبتة حول المنارة المنيفة ، وكان الصوت يصل بعيداً حتى أن في كل دقيقة تمر يلج المسجد أناسٌ آخرون ليشهدوا هذه الواقعة النادرة ، ومن لم يفعل وبقي في بيته أو عمله اكتفى بالتأثر وبمباركة صنيع هذا الرجل ، لقد انتظم الجميع في جو من الخشوع إلا ((عبود)) فقد ظل مقرفصاً على أريكة المقهى القريب وهو يردد ما يشبه الحكمة ((وماذا يعني أن نزداد واحداً من الغثاء ؟)) .
مؤلف الكتاب// ناشد سمير الباشا لتحميل كتاب تجار الفحم بالكامل (صيغة pdf) على الرابط http://go.sharehub.com/shared/654c957a-4755-4de9-8123-1ea29e284992
{.... توقيع ناشد سمير ....} | |
|
|