حضور كبير للمحجبات في احتجاجات القاهرة

تاريخ الميلاد : 03/01/1973

الإسلاميون العرب ينخرطون في الثورة للتخلص من الإقصاء أم لتأكيد الشعبية؟

ُيتّهم الإسلاميون في المنطقة بركوب موجة المطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي التي تشهدها بعض الدول العربية، فيما يرى البعض انهم تعاملوا بموضوعية مع الأحداث، وان كانوا استغلوها للخروج من حالة الإقصاء التي يعيشونها منذ عقود رغم الطرح المعتدل للمنضوين تحت لواء الإخوان المسلمين.

وقال الخبير الأردني في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو رمان ليونايتد برس انترناشونال "لا شك ان الإسلاميين استفادوا كثيرا من الحراك الشعبي الذي شهدته عدة دول عربية مؤخرا برغم انهم ليسوا البادئين بهذا الحراك الذي قادته القوى الشبابية في المنطقة ".

وكان رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي عاد الى بلاده بعد ما يزيد عن عشرين عاما من الإبعاد ليعلن في رسالة تطمين للشارع انه لن يشارك في الحكومة ولن يترشح للانتخابات الرئاسية .

وفي مصر، جلست جماعة الإخوان المسلمين المحظورة إلى طاولة الحوار مع النظام بعد عقود من القمع الذي مارسه بحقها.

أما في الأردن، فقد خرج الإسلاميون يتحدثون وبشكل تفصيلي عن طروحاتهم للإصلاح وأبرزها تعديلات دستورية تحد من صلاحيات الملك،. وحظوا قبل أيام بلقاء نادر جمع عددا من قادتهم على طاولة واحدة مع الملك عبد الله الثاني وذلك للمرة الأولى منذ ان اعتلى عرشه قبل 12 عاما .

وقال أبو رمان ان إلتحاق الإسلاميين بهذا الحراك أعطاه "زخما وقوة" بالنظر لما تتمتع به الحركات الإسلامية من حضور في الشارع.

ورأى، إن الإسلاميين معنيون بهذا الحراك لأنهم هم من دفعوا الكلفة الباهظة للمواجهة مع الأنظمة خلال العقود الماضية بالاعتقالات والملاحقة وغيرها من أشكال الاستهداف.
إلا ان الكاتب الصحفي الأردني نبيل غيشان يرى ان الأحداث الأخيرة التي شهدتها كل من تونس ومصر والأردن أثبتت ان هناك قوى اجتماعية جديدة برزت وان الإسلاميين لم يعودوا هم القوى التي تحرك الشارع .

وقال غيشان ليونايتد برس انترناشونال ان الخطاب الديني للحركات الإسلامية لم يعد يؤثر في الجموع كما كان في السابق .

من جهته، قال الكاتب والإعلامي التونسي صلاح الدين الجورجشي المتخصص في الحركات الإسلامية في تونس ليونايتد برس انترناشونال، إن الإسلاميين في هذا البلد إعترفوا منذ البداية بأنهم لم يكونوا وراء الأحداث التي تفجرت بعدما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه.

وأضاف أن الإسلاميين في تونس إعترفوا أيضا بأنهم فوجئوا بتحول تلك الأحداث إلى ثورة، كما أكدوا انهم لا ينطقون بإسمها، "وعليه أرى أن هذا الموقف عكس جانبا من الموضوعية التي حاولوا أن يتعاملوا بها مع الحدث".

وإعتبر أن الإسلاميين في تونس أظهروا بعد سقوط النظام وفرار الرئيس زين العابدين بن علي شيئا من النضج عندما أكد الغنوشي أنه لن يترشح لرئاسة البلاد، وأنه لن يبقى على رأس حركته التي ستكتفي بالمشاركة البرلمانية مع بقية الأطراف.

ووافقه أبو رمان على هذا الرأي معربا عن إعتقاده بان الرسائل التي يطلقها الإسلاميون سواء في مصر أو تونس أو الأردن تظهر تفهما كبيرا منهم لطبيعة المرحلة الراهنة كما تظهر حرصا على عدم رغبتهم بالإستفراد بالمشهد، بل العمل مع مختلف القوى الحريصة على الإصلاح والتغيير.

وأشار الى رفض الغنوشي المشاركة في السلطة خلال المرحلة المقبلة ورفض الإسلاميين في الأردن المشاركة بحكومة معروف البخيت، ورأى ان هذه الرسائل من الإسلاميين هي تطمينات للقوى السياسية التي بدأت تخشى من صعود الإسلاميين في ظل الحراك الشعبي الجاري الآن .

ويعتقد أبو رمان ان الإسلاميين مارسوا نوعا من الذكاء السياسي عندما التحقوا بركب الحراك باعتبار انهم كانوا في السابق يخوضون معركة غير متكافئة مع الأنظمة.

ويدعم الكاتب والإعلامي التونسي صلاح الدين الجورجي هذا الرأي بقوله إن الإسلاميين في تونس قدموا خطابا مطمئنا للجميع، حيث لم يثيروا القضايا الخلافية، وأكدوا في المقابل على أن الهدف خلال المرحلة الانتقالية الراهنة هو دعم الحريات ومبادئ الديمقراطية.

ويرى غيشان ان الإسلاميين بالفعل استغلوا الحراك الشعبي ولحقوا به، موضحا ان هذا الأمر مرتبط بطبيعة الأحزاب ،مدللا على ذلك بسلوك الحركة الإسلامية في الأردن التي لم تشارك في البداية بالحراك الشعبي بل التحقت به بعد فترة بعدما وجدت ان له صدى واسعا .

واعتبر ان الإسلاميين كانوا المستفيد الأكبر من غياب الديمقراطية في المنطقة وهو ما أدى الى تعزيز نفوذهم "في الشارع وسيادة لغة الخطاب الديني على غيره"معربا عن اعتقاده بان المزيد من الديمقراطية في المنطقة سيعني إنهاء احتكار الإسلاميين للشارع العربي.

ورفض رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن زكي بني ارشيد اتهام الحركة الإسلامية بالإنتهازية، وقال ليونايتد برس انترناشونال ان الحركة هي أكثر من عانى من سياسات القمع والاستبداد والفساد التي مارستها الأنظمة العربية .

واعتبر ان الحركة تعي الدرس جيدا وهو ان الحراك الحقيقي هو حراك الشعوب و"على الذين يخيفون الشارع من الحركة الإسلامية ان يعرفوا ان استعداء الإسلام بديله انتشار التطرف والغلو".

وقال بني ارشيد ان الحركات الإسلامية لم تغب يوما عن حركة الشارع وكانت حاضرة باستمرار والدليل على ذلك الضريبة الباهظة التي دفعتها خلال السنوات الماضية للدفاع عن مطالب الشعوب في الحرية والديمقراطية .

وتابع قائلا ان إستغلال الحركات الإسلامية للحراك الشعبي أمر مقبول في حالات مفصلية كالتي تمر بها المنطقة حاليا،مضيفا ان الشعوب في النهاية هي التي ستختار.

ولا تزال المنطقة تشهد حراكا شبابيا غير مشهود تمثل بإسقاط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومظاهرات ملايين المصريين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك ومطالبة الاسلاميين وقوى المعارضة في الأردن بإصلاحات سياسية وحراك للمظاهرات في اليمن والجزائر.

ماذا سينجم عن حراك الشارع العربي..الأيام هي من ستجلب معها الأخبار ، لكن من المرجح أن سقوط نظام مبارك سيترك المنطقة العربية في وضع زلزالي ، جراء موقع مصر المحوري تاريخيا في العالم العربي.