عشرات الآلاف من المصريين مازالوا يرابطون في ميدان التحرير

تاريخ الميلاد : 25/06/1993

شباب الثورة عازم على مواصلة الاعتصام حتى تنحي مبارك

واصل الآلاف من الشباب المصري الإثنين تدفقه على ميدان التحرير بقلب القاهرة لمواصلة الاعتصام المفتوح المطالب بتنحية الرئيس حسني مبارك، بالتوازي مع استمرار الحوار بين بعض قوى المعارضة ونائب الرئيس اللواء عمر سليمان، وسط تأكيدات من أطراف عديدة أن النتائج التي تم التوصل إليها إلى الآن لا تبعث على الارتياح.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة معارضة في مصر، أنها ستواصل الحوار مع النظام ولكنها لن تتنكر لمطالب المعتصمين في ميدان التحرير والدفاع عن مطالبهم وأولها إزاحة مبارك من سدة الرئاسة.

وذكر مراقبون مصريون أن جماعة الإخوان، هي الآن أكثر الأطراف استفادة من من الثورة الحالية، وذهب البعض إلى التأكيد أنها خطفت "المشعل" من الشباب وأصبحت الخصم الأقوى للنظام.

وتتواصل تظاهرات الاحتجاجات في ميدان التحرير بوسط القاهرة وفي مدن أخرى لليوم الرابع عشر على التوالي مطالبةً برحيل الرئيس حسني مبارك الذي رأسَ الاثنين اجتماعا ضمّ نائبه عمر سليمان ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور ورئيس محكمة النقض سري صيام.

ولا يزال المعتصمون يفترشون الأرض حول الدبابات المنتشرة بين ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض قرب المتحف وأقام المتظاهرون حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي الذي يقع في الميدان مانعين الموظفين من الدخول إليه.

وكان الحزب العربي الناصري المعارض قد أعلن أنه علق الحوار مع نائب الرئيس عمر سليمان بسبب إصرار النظام على رفض مطلب المتظاهرين بتنحي الرئيس حسني مبارك.

وكان سليمان عقد الأحد اجتماعا مع ممثلين للأحزاب والقوى في مصر إضافة إلى عدد من الشخصيات المستقلة لبحث مخرج للأزمة التي تمر بها البلاد منذ 14 يوما.

وبالمقابل تحاول الحكومة المصرية إعطاء انطباع بأن الأوضاع بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها، من ذلك أن التلفزيون المصري قد أعلن الاثنين عن تخفيف مدة حظر التجول في البلاد لتصبح من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحاً فيما أعلن رئيس البورصة المصري، أن سوق الأوراق المالية سوف تفتح أبوابها الأحد المقبل، بعد أن أعلن وزير المالية المصري في وقت سابق عن احتمال إعادة فتح البورصة الأربعاء المقبل، لكن مصادر أخرى أكدت أنها لن تفتح قبل الأحد المقبل.

وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بأن مبارك عقد اجتماعا في قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة دون أن يتضمن النبأ أي تفصيلات عما دارَ فيه. وذكرت الوكالة في وقت لاحق أن مبارك رأس اجتماعا آخر موسّعا ضم نائبه عمر سليمان ورئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الوزراء أحمد شفيق ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ووزير الدفاع والإنتاج الحربي محمد حسين طنطاوي ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط ووزير الداخلية محمود وجدي ومدير المخابرات العامة مراد موافي ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، ولم تذكر الوكالة شيئا عما دار في الاجتماع.

وباستثناء ميدان التحرير والميادين القريبة منه، فإن الحياة الطبيعية عادت لتدب تدريجيا في مختلف أوصال القاهرة خاصة مع فتح البنوك أبوابها وكذلك المصالح والمنشآت الحكومية والمحال التجارية.

وأكد محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير في تصريح للتلفزيون المصري أن الحركة اليومية والحياة في العاصمة القاهرة بدأت تعود الى طبيعتها، موضحا أن جميع المخابز بدأت تعمل بصورة طبيعية في ظل عدم وجود أي مشاكل في انتاج الخبز.

وأشار الى توافر السلع التموينية والغذائية بكميات كافية من خلال منافذ بيع وفرتها المحافظة بهدف تلبية احتياجات جميع سكان العاصمة، لافتا كذلك الى أن أغلب محطات البنزين في القاهرة عادت الى العمل مرة أخرى خاصة بعد تقليل ساعات حظر التجول "التي تمتد من السابعة مساء حتى السادسة صباحا" والتي تطبق على محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والاسكندرية والسويس.