عضو Vip
تاريخ الميلاد : 03/01/1973 عدد المساهمات : 1269 العمر : 51
| موضوع: يا حـــرام ! إجاه ولد الخميس 23 ديسمبر 2010, 1:44 am | |
|
قد تكون الحقيقة الاجتماعية الوحيدة الثابته هي التغير، التغير في المفاهيم والأفكار والمعتقدات والسلوكيات ونمط التفكير، وإن كان التغير اللامادي في الاتجاهات والأفكار لا يأتي فجأة إلا أنه يمكن التنبؤ بحدوثه بناء على معطيات واقعية صبي ولا بنت؟ السؤال الذي يلاحق كل امرأة حامل تعدت الأربعة أشهر، برغبة نفسية لدى السائل بأن يكون المولود ذكرا فلم تزل ثقافة مواسم الحصاد والحفاظ على اسم العائلة والملكية وثقافة "الولد سند أبيه" تغلب على نمط التفكير اللاشعوري، للمولود الذكر فرحة تختلف ولم تزل تختلف عن الفرحة بالمولودة الشأنثى، لأنهم زرعوا فينا بأن "هم البنات للمات" وعليه كثيرا ما كنا نسمع: يا حرام إجاه بنت والمصيبة تكون حين تضاف هذه الأنثى إلى مجموعة بدون ذكور، أما المباركة الاجتماعية للمرأة التي تضع مولودة أنثى وليس لديها ذكورا فتكون بعبارة: "مبروك والله يعوض عليكي"، يعوض عليها في الزمن الذي نحياه بماذا؟ بمولود أو مجموعة مواليد ذكور أصبحوا فعليا هما حتى الممات، فالمولود الذكر يأتي حاملا معه "أيزو" التميز الاجتماعي والتفرقة على أساس الجنس، كلاهما الذكر والأنثى يأتيان بدون أية فروق سوى الفروق البيولوجية، لكننا نبدأ منذ اليوم الأول بتعزيز الذكر وإشعاره بالفرحة الغامرة كونه ذكر، يكبر ويكبر الهم معه، هو اتكالي بفعل مفاهيم تم توظيفها بصورة خاطئة للدور الاجتماعي، هو يأخذ ولا يعطي، قد يسهر حتى ساعات الصباح الأولى خارج البيت ولا يمنح والديه فرصة لسؤاله أين كنت؟ تتشكل لديه الأنا بطريقة مستفزة وبأسلوب يجعله ينظر من خلاله بأنه محور اهتمام العائلة والمجتمع المحيط، تتكلف الأسرة نفقات زواجه وتبعات الزواج، قد يفشل لعام أو أكثر في دراسته الثانوية وقد يتخرج من الجامعة بست سنوات، وإذا نظرنا لواقع الحال فإننا نجد وهذا ما يكتشفه الوالدين في وقت متأخر بأن البنت أكثر قربا إلى والديها، وأكثر كتمانا حتى لمشكلاتها الزوجية إذا ما تزوجت حفاظا على راحة والديها، كما أن نسبة المتفوقات دراسيا في شتى المراحل هن من الإناث، ولديهن القدرة على مشاركة الزوج في الأعباء المادية، ويمارسن أكثر من دور في آن معا، فهي الأم والزوجة والإبنة البارة والتي تستطيع تحقيق ذاتها برغم كل الصعوبات التي تواجهها، ما نعايشه حاليا من هموم الشباب والفتيات واختلافها وما نرصده فعليا من قدرة على التحمل والمثابرة والتفوق لدى البنات وما يقر به الوالدين بعد مضي ربع قرن على إنجاب الذكور والإناث بقولهم ببساطة "البنات أحن" أي اكثر حنانا واهتماما كل هذا سنستوعبه لاحقا وسنصل إلى مرحلة نقول فيها إذا ما سمعنا عن ولادة ذكر: يا حرام إجاه أو إجاها ذكر ............!
{.... توقيع فهد الصحراء ....} | |
|
|