موضوع: الانتحار.. هل هو حقا سلاح العاجزين؟ الجمعة 21 يناير 2011, 7:55 pm
[color=cyan]موكب دفن الراحل التونسي محمد البوعزيزي
-أصبح التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه رمزا لانتفاضة المضطهدين ضد فساد الطبقة الحاكمة.
وأشادت الكثير من وسائل الاعلام العربية بوفاته ووصفتها بأنها عمل بطولي أقدم عليه شهيد.
وتباينت ردود رجال الدين حيال انتحار البوعزيزي حيث أعرب بعضهم عن تعاطفهم مع انتحاره باعتباره تعبيرا عن الشعور باليأس والاحباط ، رغم أن الدين الاسلامي يحرم الانتحار بشكل مطلق.
وخلال أيام ظهرت حملة للاحتفاء بانتحار البوعزيزي حيث عرض رجل أعمال من الكويت مبلغا كبيرا مقابل الحصول على عربة الخضروات التي كان يتكسب منها البوعزيزي دخلا ضئيلا لاسرته.
وربما كان لردود الفعل الإيجابية هذه دورا في محاولات انتحار أخرى حدثت في اليمن والجزائر ومصر وموريتانيا بسبب الفقر والبيروقراطية والفساد.
وفي الايام الاخيرة حاول ثلاثة رجال إحراق أنفسهم أمام البرلمان المصري مما أدى إلى تعزيز الأمن أمام المبنى بهدف منع مزيد من الاشخاص من سكب البنزين على أنفسهم في محاولة لجذب الاهتمام العام لمشكلاتهم.
وبالنظر إلى هذه الحالات الفردية ، فإنها تشير بشكل عام إلى أن الأشخاص الذي حاولوا الانتحار انتابهم شعور عام بالعجز. فقد حاول كل منهم دون جدوى التصدي لبيروقراطية غير مثمرة وضغوط مجتمع محافظ تتوقف فيه قيمة الشخص على الانجازات التي يستطيع تحقيقها وقدرته على إعالة أسرته.
وتقول شقيقة البوعزيزي إنه كان يشعر بالاهانة والضجر بسبب مسئولين كانوا يحاولون ابتزازه للسماح له ببيع فاكهة وخضروات في الشارع.
وتكرر نفس الموقف في الجزائر حيث سكب أحد الباعة المتجولين /37 عاما/ الكيروسين على نفسه في أعقاب جدل مع ضابط شرطة.
ولكن آثر الصدمة الذي تخلفه محاولات الانتحار بدأ يتراجع ، وفي حين أن انتحار البوعزيزي حرك مشاعر العالم العربي ، فإن محاولات الانتحار التالية لم تعد تهيمن على الصفحات الاولى في الصحف ، بل واثارت موجة من الانتقادات.
وفي مصر أصدر حزب العمل الاشتراكي المحظور أمس الخميس دعوة دعا فيها إلى عدم حرق الذات لكن حرق الاعداء بدلا من ذلك.
وقالت صحيفة "الحياة" إن الذين يحرقون أنفسهم ليسوا أتقياء بشكل كاف.
وأظهرت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي مزيدا من التعاطف مع هؤلاء اليائسين قائلة "يجب أن تلتفت حكومات العالم لدعوات شعوبها ولا تنتظر حتى يضحون بأرواحهم لجذب الاهتمام لقضاياهم"