| |
| |
| | | القتال شر والعجز شر فأي الشرين يختار العرب؟! | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
|
عضو مجتهد
تاريخ الميلاد : 29/06/1986 عدد المساهمات : 210 العمر : 37
| موضوع: القتال شر والعجز شر فأي الشرين يختار العرب؟! الأحد 26 يوليو 2009, 6:15 pm | |
|
القتال شر والعجز شر فأي الشرين يختار العرب؟! غسان الإمام
* الحرب مع إسرائيل قد تؤدي إلى قيام أنظمة أصولية في الدول المجاورة لها ما زالت الحرب احتمالا بعيدا، لكن الحديث عن امكانية اندلاعها يكاد ينافس الحديث عن امكانية «اندلاع» مفاوضات السلام مرة اخرى تحت وطأة «تخجيل» كلينتون لعرفات. الانظمة لا تريد ان تحارب وهي تعتقد ان الحرب ليست في مصلحة العرب حاليا، ليس لان الجيوش علاها الصدأ فحسب، ولكن لان منطق الانظمة يختلف كليا عن منطق الانتفاضة، بل يختلف عن منطق الشارع العربي الذي يزداد حسرة وألما وغضبا امام المشهد التلفزيوني المفجع والمثير للحمية والتعاطف. لقد أحكمت الانظمة حماية نفسها خلال بقائها الطويل في السلطة، وفرضت نوعا من «سلام الرعب والردع» على المجتمعات التي تحكمها. ولم تعد تخشى غدر الجيوش وانقلاباتها الليلية، فقد باتت تعددية الاجهزة الامنية المخيفة اقوى من الاحزاب والجيوش، بل تم تحويل هذه الجيوش من مهمة الدفاع عن الوطن الى مهمة امنية بحتة، مهمة الدفاع عن الدولة والنظام. وهكذا، فقد هُزمت جيوش صدام، مثلا، في ام المعارك. ولم يسقط النظام بفضل قوة اجهزته الامنية ورعبها. وفي الجزائر، نخر النظام الاشتراكي السابق ونشبت حرب اهلية، مع ذلك فما زالت مؤسسة النظام الامنية ـ العسكرية تعمل بكفاءة في حمايته. لقد باتت للأنظمة مصالح في البقاء والاستمرار. وحاكت وخاطت مع الزمن نسيجا محكما من العلاقات والارتباطات الخارجية، فبات للعالم ايضا مصلحة في بقاء هذه الانظمة واستمرارها ليس حبا بها، وانما لانها تفرض حدا ادنى من الامن والهدوء في منطقة حيوية واستراتيجية تعج بالاضطراب والفوضى. وفي موازاة هذه العلاقة الخارجية الظاهرة والخفية، تمكنت الانظمة المحيطة باسرائيل من تشكيل قاعدة اجتماعية تستند اليها، قاعدة ضيقة لكنها نافذة وقوية ومعارضة بشدة للحرب. فهناك اليوم حلف المصلحة بين النظام الامني ـ العسكري والشرائح البورجوازية التي تدفع لشرائح النظام «ضريبة» باهظة من ارباحها المتزايدة مع «الانفتاح» الاقتصادي العشوائي. هذه «المكاسب» الداخلية والخارجية هي من الوفرة والثراء بحيث يصعب التخلي عنها وعن التنعم والتمتع بها، وخوض حرب غير مأمونة مع اسرائيل قد تنتهي بانكسار النظام او سقوطه. في المقابل، فالمجتمعات العربية المضغوطة تحت الترس الفولاذي الامني ـ العسكري، تجد في الحرب مع اسرائيل تنفيسا عن غضبها وفجيعتها وثأرا لكرامة اشقائها المذبوحين امامها في مرآتها التلفزيونية. وهذه المجتمعات لا تحسب حساب الخسارة المرجحة في حرب غير متكافئة، فلم يعد لديها ما تخسر في بؤسها وحرمانها. وكنت اظن ان مشاعر الوحدة قد انطوى عهدها مع صعود الاصولية ودعوتها الفضفاضة والغامضة الى «وحدة الامة» الدينية كبديل للوحدة العربية. واعترف بأني مخطئ، فالتعاطف الفياض مع مأساة الفلسطينيين يثبت وحدة المشاعر والاخوة والمصير من الخليج الى المحيط. فشعب يقاتل بالحجر وأشقاء له يتوقون الى الانضمام اليه ويتعاطفون معه، يثبتون جميعا ان الأمة العربية ما زالت تنبض بالحياة ولن تموت. لكن هل تحارب الانظمة اذا فرضت اسرائيل عليها الحرب؟ اسرائيل ايضا لا تريد ان تحارب، وهي ترى مع اميركا ان الوضع الراهن في دول الجوار هو الانسب والافضل لهما طالما ان الانظمة هناك قادرة على «ضبط» الشارع الشعبي. لكن الحرب تظل عند اسرائيل الحل الاخير لكسر شوكة الشارع الفلسطيني نفسيا ومعنويا بفرض هزيمة عسكرية على العرب مرة اخرى. وكان هذا الغرض بالضبط في مقدمة اسباب غزو شارون وبيغن لبنان في عام 1982. نقل المعارك الى اراضي دول الجوار هو دائما خيار اسرائيل الاستراتيجي في حروبها مع العرب، وذلك للتمكن من المناورة بدباباتها على ارض اوسع ولاستخدام قوتها النارية المتفوقة ضد الجيوش وضد المدنيين. وكما قلت سابقا، فمن المرجح ان تكون سورية عبر لبنان ميدان الحرب المحتملة، ليس لان نظامها يختلف عن سائر الانظمة المجاورة في «ضبط» الشارع الشعبي، لكن لمجرد ان منطقه التفاوضي والسلمي يرفض منطق تقديم تنازلات استراتيجية لاسرائيل، ولم يوقع بعد اتفاقات صلح وسلام معها. لقد اشرت الى محاور الهجوم الاسرائيلي المرجحة، وأريد اليوم ان اتحدث عن تطورات المعركة ونتائجها السياسية، فأقول ان قدرة السوريين على الصمود وادامة الحرب ستضطر الانظمة العربية، وخاصة في دول الجوار، الى دخول الحرب تحت ضغط الشارع العربي، سواء بفتح جبهات مباشرة او بنقل قوات دعم الى سورية وهو الارجح. وادامة العرب للحرب ستكون كارثة على اسرائيل. فقد اثبتت تجربة حرب لبنان ان اسرائيل تستطيع ان تحتل، لكن لا تستطيع ان تحتفظ بالارض المحتلة، وقد نجح السوريون في تنظيم عمليات استنزفت قوات الاحتلال في الخطوط الامامية وخلفها، واضطرت اسرائيل الى الانسحاب من بيروت والجبال ثم من الجنوب. وطبيعة الارض السورية واللبنانية صالحة لحرب استنزاف من خلال تشكيل وحدات عسكرية خفيفة الحركة تعمل عبر خطوط القتال المتداخلة، لكن الدمار سيكون هائلا والخسائر في المدنيين ستكون كبيرة في عمليات الانتقام الاسرائيلية. وفي حالة استمرار الحرب ستجد اسرائيل انها اوقعت نفسها وقواتها في مأزق كبير، فهي ليست بقادرة كالعراق او ايران على الاستمرار في حرب تطول سنوات. وكل حروبها مع العرب استغرقت اياما معدودات. وفي حالة الاستنزاف ستجد اسرائيل انها مضطرة الى الانسحاب والدخول في مفاوضات سلام تقدم فيها «تنازلات» اكبر للعرب والفلسطينيين. لكن اذا تمكنت اسرائيل، كعادتها، من الحاق هزيمة ساحقة بالعرب وفرض هدنة وفك اشتباك جديدين على سورية، واذا لم تسرع دول الجوار الى نجدتها وخوض المعركة معها، فالمنطقة ستشهد تغييرات سياسية واسعة، وبالذات في مصر وسورية والاردن. ومن خلال الفوضى والاضطراب، قد تنبثق انظمة جديدة اكثر راديكالية وعداء لأميركا واسرائيل في الدول المجاورة لها. وفي غياب احزاب سياسية مدنية مؤهلة للحكم، ستكون هذه الانظمة الجديدة اصولية او مسايرة للأصولية الدينية. وهي مضطرة الى التجاوب مع الشارع في مواصلة المواجهة مع اسرائيل. لعل اميركا تدرك انه ليس من صالحها ومصالحها في المنطقة اطلاق العنان لاسرائيل لشن حرب جديدة. وربما اسرائيل ايضا تدرك ان قطف الثمار السياسية لأي انتصار ميداني سيكون صعبا. من هنا فإن الخيار الحقيقي امام الادارة الاميركية المقبلة هو المحافظة على الوضع السياسي الراهن في الدول المجاورة لاسرائيل، وفي اجبار اسرائيل على تقديم «تنازلات» حقيقية للوصول الى سلام اكثر عدلا مع الفلسطينيين ومع جيرانها. ذلك لا يمنع من ان تتخذ سورية اقصى الحذر، فهي الوحيدة المستهدفة في اية حرب تبدأها اسرائيل. ولا يكفي ان تعلن قيادة بشار الاسد صباح مساء عن نياتها السلمية والتفاوضية لتجنب ضربة اسرائيلية. وكنت بين الذين يدعون الى جعل الهم الداخلي في مقدمة اوليات الرئيس السوري الجديد، لكن الظروف الراهنة في المنطقة تدفع بالهم الاسرائيلي مرة اخرى الى واجهة الاهتمامات السورية. اذا لم تنشب الحرب خلال الشهور القليلة القادمة، فسيظل خطرها قائما دائما. ولعل قيادة بشار تدرك ان الواجب يقتضي اعادة نظر شاملة في القوات المسلحة على مستوى التدريب والمناورات. والامر يتطلب دفع قيادات اكثر شبابا وحيوية لتولي امرة الفرق والوحدات المقاتلة. وأذكر هنا بأن القادة العسكريين السوريين يدقون أبواب السبعين، فيما تغير اسرائيل هيئة اركانها كل سنتين او ثلاث سنوات، ولا يتجاوز معدل اعمار ضباطها الكبار خمسين عاما. لقد حدث انفراج نفسي مع تولي الأسد الابن الرئاسة، لكن الإنجاز إلى الآن ليس على قدر الأمل والطموح. وعلى المستوى العسكري لا بد من فتح كليات الضباط والأركان أمام أبناء كل الفئات الاجتماعية والطوائف، لتعريض قاعدة الجيش، ولإقناع الناس بأن هذا الجيش للقتال دفاعاً عن الوطن وليس لحماية الدولة والنظام فحسب. نعم، الحرب شر والسلم شر، فأي الشرين تختار إسرائيل؟ كذلك، فمغبة القتال شر والعجز عن القتال شر، فأي الشرين تختار الأنظمة العربية؟ {.... توقيع روميو الحب ....} | |
|
| | القتال شر والعجز شر فأي الشرين يختار العرب؟! | |
|
| |
| صفحة 1 من اصل 1 |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
| |
|